Sunday 7 August 2011

معايير اختيار دورة تدريبية ناجحة


الدورات التدريبية من اهم ما يجب ان يحرص عليه كل انسان حتى يتم له التوافق مع نفسه والاخرين والحياة وهي احد ادوات تطوير الذات وليست الوحيدة فهناك القراءة الممنهجة والعامة-الحواروالنقاش-التجارب والممارسات الحياتية
كلها تعمل لتصقل شخصيتك وتطورها ولا غتى عنها في ظل هذا العالم المتسارع والافكار والنظريات الحديثة، خصوصاً اذا وجد أفراد حرموا من كثير من المعارف والمهارات في التعليم العام أو العالي

تأتي أهمية التدريب لانه اكثر مرونة واستجابة للمتغيرات والحاجات التدريبية للدول، المؤسسات والافراد، وفي ذلك صرفت دول العالم ملايين الدولارات محاولةً خلق فرص تدريبية تساعد العاملين وغيرهم على التعرف وممارسة العلوم والفنون والمهارات الاساسية التي يحتاجها أي انسان.

فلا اعتقد ان هناك من يختلف على أهمية التدريب ولكن أي انواع التدريب نحن نتحدث عنه وأي انواع المدربين نريد، وقد كتبت مقال سابق في هذا الموضوع بعنوان "التدريب بين الصناعة والتجارة"- تجده في مواضيع المدونة- وهنا سوف اتحدث من خلال تجربتي كمدرب ومتدرب عاشر نوعين من المدربين والمتدربين- نوع في العالم العربي ونوع آخر في العالم الغربي وبدأت الاحظ الفرق-

وهذه الملاحظة ليس الهدف منها الا البحث عن ما يمكن تطويره في عالمنا العربي- في هذا المدونة اعرض لكم مجموعة من المعايير أو سمها النقاط التي- من وجهة نظري- أرى انها مهمة لكل من يريد أن يحضر دورة تدريبية وهي كالتالي:


أولاً :
الدورات التدريبية كثيرة ومتشعبة المجالات
(دورات تطوير الذات- دورات ادارية-دورات تقنية-دورات متخصصة في مجالات العمل المختلفة...الخ).
معرفتك بذاتك ونقاط قوتك والنقاط التي تشعر أنك بحاجة إلى التدرب عليها هي المفتاح الأول بدايةً لمدى احتياجك لدورة ما من عدمه. حسب تقييمك لذاتك:
هل فعلاً انت بحاجة للدورة المعلن عنها؟
ومدى نفع وتطبيق محتوى الدورة على حياتك؟
أم هو مجرد حضور لا جل الحضور-على أهميته في بعض الاحيان-
ولكن اذا تطلب الامر من وقتك ومالك فلا تكن ضحية العبارات البراقة هنا وهناك،
بل اشترك في الدورة التي تشعر انها فعلاً تلبي احتياجاتك الشخصية على مستوى المهارة والمعرفة والتوجه، واعلم أن الناس مختلفين في نقاط ضعفهم وقوتهم واحتياجاتهم ،
فليست كل دورة هي بالضرورة موجهة لك ولا حضور سين من الناس يعني وجوب حضورك


ثانياً :
معرفتك لهدفك في الحياة أو مشروعك أو احتياجك الوظيفي هو المعيار الثاني الذي يجب أن يؤخذ في
الحسبان، فاحتياجات المدرس تختلف عن احتياجات المحاسب وهكذا...
فماذا أنت تحتاج؟!!
وماهي المهارات التي تحتاجها للوصول إلى هدفك أو انجاز مشورعك أو ترقيتك في عملك وتقديمه بالصورة المطلوبة؟
امثلة لحضور دورات ليست قائمة على دراسة المتدرب لاحتياجاته
معلم يحضر دورة ادارة مشاريع- رجل اعمال يحضر دورة تدريب مدربين
-شاب في مقتبل العمر يحضر دورة مستشار اسري


ثالثاً :
حدد هدفك من الدورة التي ترغب حضورها مسبقاً ، هل تبحث عن معلومة عابرة تحدد لك الطريق أم عن شهادة
أم وسط من الأصدقاءالذين يشاركونك نفس الاهتمام والهدف.
إذا كان هدفك هو الشهادة لتمارس عمل أو مهنة فحرصك على هذه النقاط يكون أكبر،
وبالمثل من أراد المعلومة الصحيحة.

وتذكر أنه أخطر من الجهل المعلومة المضللة أو غير الصحيحة.
فكم أعرف من أناس أصبحوا أسرى اختبارات شخصية
نفت عنهم بعض الصفات التي اكتسبوها لاحقا أو أنهم مازالوا حبيسين بعض شروط النجاح التي لم تكتمل
لديهم بزعمهم...فالنجاح هنا وفي كل مكان...

رابعاً:
تأكد من محتوى المادة التدريبية وعدد ايام التدريب. حدد نسبة معرفتك للمحتوى، فإذا كنت تعرف أكثر من 50% من المحتوى فقد تحتاج دورة أخرى اكثر عمقاً أو حضور اليوم التي تحتاجه من الدورة بعد الاتفاق مع المدرب


خامساً :
راجع هدف الدورة العام وأهداف الدورة الإجرائية والتي يجب أن تكون واضحة في الاعلان
، وهل هي تتوافق مع أهدافك السابق مناقشتها في الأعلى ومع المحتوى وايام التدريب ونوع الشهادة؟

سادساً :
يجب أن تحرص على المدرب وأهليته والمتخصص في مجال دورته تخصصاً أكاديمياً و عملياً.
فالنظري سينظر لك بعيد الواقع والعملي سيعطيك مهارات بعيدة عن قالبها النظري والذي له نفس الأهمية لوضع اطار ذهني حول المهارات وكيف استخدامها في سياقات مختلفة...قد تستغرب اذا علمت أن بعض ممن يقدمون بعض الدورات لم يمارسوها على أرض الواقع ولم يواجهوا التحديات و التفاصيل التي من الصعب معرفتها أمام شاشات البروجيكتر.
وكم شاهدت من المدربين الافاضل من يدرب دورات تدريب المدربين وهو يفتقد الكثير من تقنيات واخلاقيات التدريب- وهم قلة ولله الحمد

احد الطرق لمعرفة المدرب هي قراءة سيرة المدرب ولا تكتفي بمعرفة أنه دكتور أو مدرب معتمد
بل يجب على مقدم المادة التدريبية أن يحدد تخصصه والجامعة ووجهة الاعتماد بكل وضوح لانه للأسف هناك من يحمل هذه الشهادات من جهات مغير موثوقة إن لم يكن اشتراها-

يمكنك ايضاً بكل بساطة أن تبحث عن مصدر الاعتماد من خلال الانترنت...وقد بحثت عبر الانترنت
باللغتين العربية والانجليزية عن اعتمادات بعض الدورات ولم أجدها لا من قريب ولا من
بعيد- وكنت اقرا في سير بعض المدربين-فتح الله عليهم واثابهم- فوجدت انهم يدربوا عدد من الدورات لو عاش نيوتن أو انيشتاين ما استطاعوا تدريبها- تخيل مدرب ما يدرب اكثر من 40 دورة تدريبية وفي مجالات مختلفة- "يالله ماهذه القدرات الخارقة"- كل ما قلًت الدورات التدريبية التي يقدمها المدرب قد يعتبر معيار تركيز من قبل المدرب-

سابعاً :
انتشر مؤخرا إنفلونزا الشهادات الدولية والاعتمادات العالمية، فأرجوك.. أرجوك.. أرجوك... يا من أحببت
العلم وأحببت نفسك والآخرين ركز على المادة العلمية واعلم أن العلم له دورة طبيعية مثلها مثل دورة الماء
في الحياة. فالعلم لا يؤخذ بقراءة مختصرات الكتب وحضور دورات في يوم أو يومين
لا بد لكل صادق وراغب في المعرفة الحقيقية أن يشمر لها سواعده بطلبها الطلب الصحيح وبذل الوقت والجهد المناسب، فأنت قد تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.

ثامناً :
"لا ينفصل العلم عن الخلق".. فلا تأخذ علمك إلا من شخص تثق في خلقه ومراعاته لاخلاقيات المهنة
لا شخص يعتريه الغرور والجدال و...الخ

أخيراً :

أرجوا من الأحبة الذين يلتحقون بالدورات التدريبية وغيرها أن لا يعتقدوا مجرد حضورهم هو نهاية المطاف
وتحقيق النجاح...كيف تلوم مدرب أو دورة وأنت لم تطبقها أو تجربها؟! وهل يأتي التغيير بمجرد الاستماع؟! قد
تحتاج في كثير من الأحيان أن تمارس ما تعلمته وتطبقه وتصححه وتفكر فيه إلى أن تصل إلى الحد الذي ترى به
التغيير وتشعر بالتحسن .

هذه المعايير هي معايير شخصية، قد تكون مفيدة للبعض كما اتمنى منكم اثراء الموضوع
باضافة مجموعة من النقاط التي تشعروا انها مهمة قبل اختيار أي دورة تدريبية من وجهة نظركم-