Tuesday 14 June 2011

هل الحقيبة التي بيدك هي فعلاً حقيبتك؟!




بعد أن نزلت من مطار المدينة التي نويت أن تقضي إجازتك السنوية فيها، وأنت ممسكاً بحقيبة سفرك مبتسماً، وتطلب بعجلة من سائق التاكسي أن يوصلك إلى الفندق،
لتبدأ رحلتك التي طالما حلمت بها وأنت صغيراً، والتي طالما كنت تخبر نفسك وأصدقائك عن حلم زيارتها عندما تكبر.وأخيراً وبعد أن تحقق ذاك الحلم الكبير، وبوصولك إلى تلك المدينة الخلابة، وبينما أنت تستعد للخروج من الفندق تكتشف أنك...

أخذت الحقيبة الخطأ من على سير الحقائب؟! كيف حدث هذا؟ يا إلهي؟ أين حقيبتي؟ لماذا لم يخبرني أحد؟
ماذا سأفعل الآن؟ ليس لدي وقت، ومالي لا يكفي لشراء أغراض جديدة.



وبعد أن استجمعت قواك وفتحت تلك الحقيبة لتفاجأ بنوع من الملابس لم تكن تألفه، وألوان لم تكن تعشقها، وعطر كنت تكره، ونوع من الكتب لا تستسيغها، ولكن لا خيار أمامك إلا أن تعيش ما تبقى لك من أيام في تلك المدينة، وتأقلم نفسك على ما أنت عليه.كنت تتغاضى عن مشاعرك ورؤية الآخرين ينظرون إليك مرتدياً ملابس بالكاد تناسب جسدك، لتمشي بها متصلباً.

أنت تعلم أنه محرج وغير مريح أن ترتدي ملابس ليست لك ولكن لا أحد يريد أن يرتدي ملابس غيره أو ملابس لا تناسب مقاساته، على المستوى النظري.


على الرغم أن المدينة التي تقطنها تعد من أجمل مدن العالم بمناظرها الخلابة وسواحلها الرائعة وجبالها الشاهقة وشوارعها المخضرة،ولكن لم ترى تلك المناظر ولم تسمع أصوات العصافير وهدير أمواج المحيط ولم تشعر بالشعور الذي يرضيك عن رحلتك

ذلك لأنك أجبرت بالخطأ أن تعيش في غير ملابسك.

وبدهشة وأنت تسير في شوارع تلك المدينة بدأت تلاحظ أن الكثير ممن حولك يحملون حقائب غير حقائبهم
وبعد فترة، شعور عدم الارتياح بدأ يزول من الجميع لأنهم قرروا عدم التفكير في هذا ،
خصوصاً أن مشهد ضيق أو وسع الملابس أصبح مقبولاً من الجميع وبدأ مألوفاً:
أن ترى الرجل يكاد يخنقه قميصه الضيق ولكن يستضاف في شاشات التلفاز ليحدث الناس عن كيف تختار القميص المناسب؟

وترى آخر لا يلبس حذاء ويرأس مصنع الأحذية،
وثالثاً لا يملك قبعة ويدير مؤتمر في صناعة القبعات...الخ
إلى أن أصبح من الندرة أن ترى الرجل الصادق الذي يقول: "أنا امتلك الحقيبة الخطأ" مستجمعاً قواه ليعود إلى المطار ليفتش ويفتش،

هو يعلم أن ذلك سيكلفه من وقته وماله ولكن سوف يضمن عيشاً هنيئاً فيما تبقى له من أيام -بإذن الله تعالى تاركاً خلفه المتوهمين الغارقين في أمور هي ليست لهم
ولكن يغمضون الطرف عنها لتستمر الحياة...لتستمر الحياة...لتستمر الحياة...


عند وصولك المطار...اسأل عن "لايف كوتشنج اوفيس" لأرافقك في مرحلة البحث، لن أفعل شيئاً أكثر من كوني أسير معك بكل هدوء وبغير ضوضاء
لستمع وبكل تركيز عن مواصفات حقيبتك من غير احكام مسبقة أو نصائح مغلفة ، وابدأ أسألك:


" لو سمحت: هل الحقيبة التي بيدك هي فعلا حقيبتك؟!

وأنت تقرأ هذا السؤال قد يتبادر لذهنك أنه سؤال يسهل الإجابة عليه، ولكن بالتجربة وبالجلوس مع العديد من الأخوان في جلسات الكوتشنج الخاصة،
اتضح أنه من أصعب الأسئلة والتي تحتاج من لديه الاستعداد ليجلس في صالة المطار بعض الوقت لنفتح حقيبته بلطف ونعرف محتوياتها،

لا يهم كم من الوقت سنقضي ولكن ما يهم هو أن تخرج بحقيبتك لتستمتع برحلتك التي طالما حلمت بها









No comments:

Post a Comment