Wednesday 15 June 2011

الصلاة والأداء الإنساني

by هاني باحويرث on Wednesday, 24 February 2010 at 08:51

الكثير حضر دورات في تطوير الأداء الإنساني بداية من الطلاب انتهاءًا بالمدراء والموظفين. والحريصين في عالمنا الإسلامي يبحث عن وسيلة ما لتطوير أداءه سواء كان طالب أو موظف أو مدير حرصاً من الجميع على تقديم مستوى أداء عالي يضمن نتائج مرغوب فيها.



ففي عصر المعرفة كثرت النظريات والأفكار التي تتكلم عن ما يضمن للإنسان الأداء العالي بداية من نظريات المخ والأعصاب إلى نظريات التعلم والتربية مروراً بالنظريات الإنسانية. فوجدت أثناء دراستي أن هناك كم من الأفكار تتكلم حول أهمية حصر ساعات العمل بين دقائق من الراحة لأن الذاكرة تتذكر بدايات ونهايات الأعمال والمحاضرات أكثر من ما يتوسطهما. وأن الإنسان الذي ينظم أوقات عمله على هيئة قوالب من الوقت موزعة على يومه وليلته يعمل بأداء أعلى من الإنسان الذي يأخذ ساعات متواصلة من العمل من غير انقطاع. ومن ناحية أخرى أثبت بعض الباحثين في أنه من الأفضل للشخص الذي يبذل جهد فكري أن يقوم بعمل بعض الحركات الجسدية كل ساعة من أجل تسريع دورة الدم في جسده. واثبت آخرون أن لشرب الماء دور في تسريع الدورة الدموية أيضا والتي بدورها تنقل الأكسجين من وإلى المخ.




فلاحظت أن تعاليمنا الإسلامية تعمل في اتجاه ايجابي مع هذه الأبحاث، ولنأخذ الصلاة ودورها في رفع الأداء الإنساني وتنظيم الوقت. كما تعرفون أحبتي أن هناك خمسة صلوات في اليوم والليلة موزعة على خمسة أوقات:




الفجر...(الضحى)... الظهر... العصر...المغرب... العشاء... (الوتر)




وجدوا أن اغلب الأشخاص المنتجين يبدؤون يومهم منذ الصباح الباكر وأنا ألاحظ هنا ومن حولي في بريطانيا-بريستول كيف أن الناس يستقظوا الصباح الباكر لمزاولة الرياضة ونحن في المقابل كمسلمين نستيقظ لنؤدي صلاتنا صلاة الفجر ويعقبها جلسة قرآنية والتي بدورها تساعد على الاسترخاء الذي يناشده الغرب بفنون الاسترخاء وغيرها.




وكما تلاحظون أن القوالب الوقتية بين الصلوات هي مصممة لبرمجة أوقات العمل بينها، حتى إذا بدأ العقل والجسم يناشد قسطاً من الراحة ليبدأ دورة أداء جديدة، يصادفنا كمسلمين وقت صلاة. فنقوم نتوضأ ( حتى نحصل على الانتعاش اللازم بملامسة الماء لأطرافنا ورأسنا) ومن ثم نصلي ( حتى يبدأ الجسم في عمل حركات رياضية أشبه بالهرولة ليتحرك الدم في أجسادنا) وأثناء ذلك نتلوا من القران ما يريح أنفسنا. فبإلتزامنا بأداء الصلوات الخمسة فنحن فعلاً نواكب ما تنشده تلك الأفكار من راحة وقولبة الوقت وعمل حركات جسدية خفيفة، ناهيكم أننا بداية وأخيراً نلتزم بأحد أركان ديننا الحنيف.




هاني باحويرث


No comments:

Post a Comment