Wednesday 15 June 2011

لم يبقى للكلام مكان




by هاني باحويرث on Friday, 08 January 2010 at 18:30
في كل جلسة حوارية مع مجموعة من الأصدقاء المهتمين في أمر أمتهم وعندما نبدأ نحلل من اين يجب أن ننطلق لصناعة نهضة متزنة؟
أجد أن الآراء في الأولويات النهضوية تختلف ويسخن الحوار على مائدة الطعام

فأستدرك أننا مازلنا نتكلم ومازلنا نناقش ومازلنا نتحاور...بعيداً عن دائرة العمل.

فالكثير برع في التحليل والتفسير والتنظير على موائد الاجتماعات التي تغزوها المعجنات والعصيرات أو على موائد الاستراحات أو المقاهي. هذا من جانب

ومن الجانب الآخر في كل مرة نتكلم عن مكمن الخلل نجد أن الآراء تتباين

فمنهم من يقول التعليم وآخر يقول التصنيع وثالث يقول المبادئ والأخلاقيات ورابع يقول الإدارة ...الخ

فصمت قليلاً وأنا استمع إلى ذلك الحوار الرائع...ففي كل مرة أجد المهتمين يدورون في دائرة مفرغة وآراء تشكلت من تجارب او قراءات معينة

فسألت نفسي هل يعقل أن نعرف مربط الفرس في النهوض من غير عمل مسح ميداني يكشف لنا أين تكمن نقطة البداية التي تكون بها الشرارة؟

فوجدت أن القليل منا من يعتمد على الاحصائيات والأرقام والابحاث في حل مشكلة أو دعم فكرة

فجلسات العصف الذهني أو التخطيط تنطلق افكارها من مجموعة من الافكار المتناثرة في عقول اصحابها.
والقليل منا من يهتم بالرجوع إلى البحث العلمي لحل معضلة أو ايجاد رقم يعطي لنا تصوراً واضحاً للواقع

فهل نحتاج أن ننطلق من احياء المبادئ؟

ام ننطلق من تحسين التعليم؟
أم ننطلق من حبك العمليات الادارية؟
وبأي مستوى ودعم؟

اعتقد نحتاج إلى مراكز ومنشآت ومؤسسات تقدم للعالم الاسلامي ارقام واحصائيات وتصورات واضحة وحقيقية.

لا ارقام تخدم سياسات الدول والحكومات حيث وجود تلك الارقام والاحصائيات هي افتضاح للفساد الاداري أو غيره

فالمؤسسات التي ترى النور لخدمة هذا الحلم البحثي في ظل سياسية القمع سبيلها أن تكون تابعة للدول،

لتنشر ما يخدم سياساتها ويحافظ على بقائها، وكأننا نعود إلى نقطة الصفر.

وفي رأيي أن بعض تلك الارقام والاحصائيات الخاطئة أو الناقصة أو التي لا تعتمد على بحث منهجي صحيح أشد خطورة من وجودها بدايةً

لأنها مضللة ومشتتة للجهود والطاقات وتجعلنا في حالة أمن نفسي مخادع أو ما يسمى بالموت البطئ على فرض أننا يجب أن نؤمن أننا في وضع يحسد عليه

فأرجوكم علموا ابنائنا أبجديات البحث العملي البسيط في فضاء فكري حر...حتى تنطلق تلك السيالات العصبية إلى وجهة تنشأ لنا افكاراُ لا تستهلك لنا الموجود...فنحن بحاجة إلى أناس تنتج المعلومة لا تستهلكها فقط



No comments:

Post a Comment