Wednesday 15 June 2011

الكوتـشنج COACHING



by هاني باحويرث on Wednesday, 29 December 2010 at 03:58

قد تكون من القلائل الذين سمحت لهم الفرصة أن تعلموا أو سمعوا عن الكوتشنج، وبما أنه من المصطلحات التي باتت تأخذ انتشاراً كبيراً في العشرين السنة الماضية في أوروبا وشمال أمريكا ومناطق أخرى من العالم...أحببت في هذه المقالة أن أحدثك ولو قليلاً عن الكوتشنج.
مع تزايد وانتشار المعلومات في العالم أصبح من الصعب على الكثير من المدراء والمدرسين وغيرهم أن يكونوا ملمين بكل جديد، لأن التسابق المعرفي أصبح من الصعوبة اللحاق به.
فأنت أمام خيارين: أما أن تستسلم وتبقى على معلوماتك السابقة التي سوف تكون في مهب الريح بعد سنوات قليلة إن لم يكن قبل ذلك
أو أن تعارك من أجل التطوير والتحديث والالمام بكل جديد مع صعوبة ذلك في العصر المعلوماتي الراهن
الكثير من المدراء والمدرسين والموجهين تتلمذوا على منهج:
" أنا الخبيررررررررر"
" "أنا من يمتلك المعلومة الصحيحة"
"أنا الذي يجب عليه نقلها وتوجيه الآخرين نحو ماذا يجب عليهم أن يفعلوا وكيف"
"3....أنا اعرف أكثر منك إذا: الطريقة هي 1...2...

وفي المقابل الآخرين هم مجرد متلقيين سلبيين لا حول لهم ولا قوة إلا أن ينبهروا بمعلوماتك أو أفكارك المنقولة إليهم
تارة بالحجة والمنطق وتارة بالقوة والسلطة كأنهم أوعية فارغة تحتاج من يملأها من الخارج.
السؤال: ما هي النتائج المترتبة على هذا من وجهة نظرك؟
كم من الكتب قرأت؟ وكم من الدورات أو المحاضرات استمعت ولكن مازلت تشعر أنك لم تصل إلى ما تريد.
أنا مثل غيري أعرف الكثير ممن حضروا الكثير من الدورات ومازالوا يريدوا المزيد لمن يشرح لهم
كيف يكونوا سعداء وكيف يكونوا واثقين من أنفسهم وكيف يكونوا مدراء...الخ.
المنهج الآخر أو سمه الجديد هو استخدام الكوتشنج في الإدارة والتربية والتوجيه،
والذي يركز على أن يتحلى الكوتش بمجموعة من الصفات ويستخدم مجموعة من المهارات والنماذج التي تهدف في مجملها إلى
جعل الشخص المقابل يفكر يحلل ويصل لحل مشكلته أو الفكرة التي يريدها بنفسه ومن خبراته وتجاربه هو.
إذا النظرة للناس هي أنهم يلعبوا دور بارز في فهم وتشكيل الأفكار والحلول.
فهم ايجابيين وفعالين ولديهم خبراتهم، تجاربهم ،افكارهم وتعاليمهم
.
الكوتشنج ينطلق من استثمار ما يمتلكه الناس بداية قبل إضافة أي شيء جديد.
فالناس يُنظر إليهم أنهم يمتلكوا الموارد المطلوبة لإحداث التغيير ولكنهم في كثير من الأحيان ينسوا أو يقللوا من وجود تلك الموارد
ويبدؤوا في البحث عن موارد أخرى قبل الاستغلال الامثل لما هو موجود بدايةً
.
إذا الكوتش هو مييسر ومدير لحوار تعاوني يساعدهم فيه إلى الوصول إلى
الحلول المناسبة لهم هم لا لغيرهم من مواردهم هم لا موارد غيرهم وسياقهم هم لا سياق غيرهم
.
الكوتش لا يلعب دور الخبير الذي يعرف كل الأجوبة والحلول المغلفة في قوالب جاهزة للناس وطالبي الاستشارة من موظفين وطلاب وغيرهم،
بل هو على عكس ذلك خبير ولكنه خبير في
استخدام مهارات الكوتشنج الميسرة التي تشمل الإنصات الفعال واستخدام الأسئلة الغير تقليدية وغيرها
لمساعدة المستفيد للوصول لما يريد منه إليه.
الدراسات والأبحاث أثبتت أن الكوتشنج له تأثير ايجابي في المؤسسات والتدريب والمدارس.
من أمثلة ذلك ماقام به أوليفرو وباني وكوبكليمن حيث أنهم وجدوا أن التدريب منفصلاً أدى إلى زيادة 20 % في الانتاجية بينما
عندما أضيف الكوتشنج على التدريب أدى إلى زيادة 88% على الإنتاجية
.
نحن هنا نريد أن نوسع هذه الدائرة من المتخصصين في الكوتشنج والذين لديهم الرغبة في أن يضيفوا لمسة إنسانية وبصمة مختلفة على
أسلوبهم الإداري والتوجيهي وحتى الأبوي
.
ومن تجربتي القصيرة في هذا المجال وبعد تقديم أكثر من 10 دورات في الكوتشنج
لاحظت أن الناس متلهفين لمن يسمع لهم من غير حكم مسبق أو يمطرهم بمجموعة من النصائح المعلبة...
ولن أنسى ذاك المدير الذي قال لي شفهياً الحمد الله أن تعلمت الكوتشنج لاني وجدت أني أقدم نوع من أنواع التوجيه الخاطئ لأبنائي في المدرسة واختم بذالك المستشار الذي أبتدأني بكرته الذي يعلوه كلمة مستشار...ولكنه مع نهاية الدورة طلب مني الكرت وقام بتمزيقه وقال احتاج الكثير من الوقت حتى اكتب هذه الكلمة أمام اسمي
.
ملاحظة: لكل منهج مكانه المناسب فهذا لا يلغي ذاك ولا ذاك يلغي هذا (وجهة نظر
للحديث بقية عن الكوتشنج...اتوقف هنا لان لدي موعد مع أحدهم في جلسة كوتشنج
:

No comments:

Post a Comment