Wednesday 15 June 2011

التغذية الراجعة


كلنا نستقبل في حياتنا تغذية راجعة من (المحيط حولنا، أفعالنا، مشاعرنا، أجسادنا، أهلنا، أصدقائنا، وفي بيئة العمل أو الحياة بشكل عام) حتى الأجهزة الصامتة التي نستخدمها ترسل لنا تغذية راجعة باختلاف أنواعها. . وتستطيع أن تقول أنهم يلعبوا دور (المرايا) وياله من دور رائع إذا ارهفنا له حواسنا،
في رأيي الخاص أحد مسببات بعض المشاكل والتي تظهر في أغلب الأوساط تكمن في:

1. عدم قدرتنا أو رغبتنا على ملاحظة تلك التغذية الراجعة.
2. أو عدم قبولها والاعتراف بها.
3. أو عدم العمل عليها.


بناءً عليه ينقسم الناس إلى أكثر من قسم:


1. صنف لم يلاحظوا التغذية الراجعة وبالتالي لا يعترفون ولا يعملون عليها.
2. صنف لاحظوا التغذية الراجعة ولكن لم يقبلوها وبالتالي لا يعملون عليها.
3. وصنف لاحظوا التغذية الراجعة وقبولها وعملوا عليها.


بالمثال يتضح المقال!


شخص ما يشتغل في التجارة وكانت تجارته رابحة ومع الأيام كبر السوق من حوله وكثر المنافسون وبدأت أربحاه تتناقص يوما بعد يوم فهو حسب تصنيفنا السابق اما أنه:


1. لم يلاحظ تغير السوق وبناء عليه لا يقبل أن السوق تغير وبالتالي لن يفعل شيء حيال ذلك ، ولكن النتيجة سوف تكون خسائر أكثر.
2. لاحظ تغير السوق ولكنه رفض الإعتراف والإندماج في هذا التغير وبالتالي لم يحرك ساكناً، والنتيجة سوف تكون خسائر أكثر أيضاً
3. لاحظ تغير السوق وقبل هذا التغير لأنه فطري واندمج فيه بتغيير طريقة عرض سلعه أوتطويرها، وبالتالي مازالت حصته السوقية باقية إن لم تزد.


بينما الكثير من التجار من حوله من الفئتين الأولى والثانية يلومون الناس والسوق و...الخ ويبدعون في التبرير والاستنكار والاستهجان وينظرون لزميلهم الثالث نظرة إعجاب وذكاء إن لم يقللوا من نجاحه على فرض أنه محظوظ أو (جات معاه) حتى يبرورا الخلل الذي وقعوا فيه

المسألة قد لا ترتبط ارتباطاً تاماً بالذكاء بقدر ارتباطها بمفهوم التغذية الراجعة


وبمثال آخر لتتضح الفكرة أكثر باب مبنى ما، كان يفتح للخارج ومع ترميم المبني تغير اتجاه فتح الباب وصار بالسحب للداخل. ثم نزل احد السكان من المبنى يريد أن يخرج من الباب فدفع الباب للخارج ولكن الباب لم يفتح ومازال مصراً أنه لا بد أن يفتح، لانه بالأمس كان الدفع للخارج هي الطريقة للخروج من هذا الباب. ولم يلاحظ التغذية الراجعة الصادرة من الباب ولم يقبلها ولم يعمل على تغيير الآلية وانتظر طويلاً فالخياران الوحيدان أمامه هما:


1. زيادة المجهود في دفع الباب للخارج ولكن النتيجة قد تؤدي لكسر الباب.
2. يلاحظ التغذية الراجعة ويقبلها ويعمل على سحب الباب بكل هدوء ويخرج من هذا الصندوق.


خذ هذا المفهوم وطبقه على علاقاتك وعلى حياتك وأيضاً على التغذية الراجعة الصادرة من جسدك وعقلك وعواطفك.

هناك عنصر مهم تجاه هذه المفهوم ألا وهو (السرعة).

كلما كانت ملاحظتنا أسرع وفي وقت مبكر كلما كان التغيير أسهل واقل تكلفة وجهدا.

قال بعض الصالحين : " إني لأجد أثر معصيتي في خلق دابتي وزوجتي
(سرعة ملاحظة التغذية الراجعة من الدابه، قبولها، توبة
فانظر في نفسك وحياتك وعملك...هل تحتاج أن تلاحظ أكثر أو تصبح أكثر تقبلاً أو أن تأخذ فعلاً أي الأجزاء الثلاثة تحتاجها لفهم واقعك وصنع التغيير التي تناشده مع ملاحظة عنصر السرعة واستمرارية هذه العملية حتى بعد اتخاذ الفعل لتبدأ في الملاحظة، القبول، التغيير، السرعة مرة أخرى وهكذا

2010-10-21.



No comments:

Post a Comment