Wednesday 15 June 2011

الشباب والحلقة المفقودة

by هاني باحويرث on Sunday, 31 October 2010 at 02:59

يحق للمجتمع أن يفخر بشبابه الذي بات مختلفاً عن ذي قبل في إهتماماته ووعيه بمجريات الأمور، فلم يعد شباب اليوم هم شباب الأمس المتلقي للمعلومة والتوجيه والنصح الخالي من النقاش والحوار والإحتواء، حتى نظريات التعليم والتدريب والإدارة تغيرت من فكرة التحكم إلى تحرر طاقات الإنسان إيجاباً، تارة بالإستماع الفعال وتارة بالسؤال وغيرها.
ماكان ممكناً بالأمس من أدوات لإدارة المناشط الشبابية والتحكم في قنوات المعرفة أصبح اليوم من سابع المستحيلات. فمن السهل لأي شاب أن يستخدم الشبكة العنكبوتية وبحركة ابهام سوف يكون وسط كم هائل من المعلومات المتناقضة والقنوات المختلفة. فإذا وجد نفسه بينها ولم يملك مهارة التحليل والإنتقاد والتفكير البسيطة فإنه لن يخرج في الغالب عن ثلاث أمور: التقبل السلبي، الرفض التام، أو التهذيب والتنقيب عن الحكمة لأنه أولى الناس بها. وبطبيعة الحال لا الرفض التام سوف يطوره ولا القبول التام سيخدمه لأنه من الممكن أن يتحور لوجهة الله اعلم بها
من خلال صفحات الفيس بوك والمنتديات والمداخلات في البرامج الحوارية وغيرها الاحظ أن هناك موجة إيجابية ورغبة وحرص لدى الكثير من الشباب. فالإنخراط في البرامج التدريبية واللقاءات التنموية ملئت جداولهم الإسبوعية، فأصبحت أيام الأسبوع أيام نشطة متحركة لاتهدأ فهناك ،على سبيل المثال، سبت الثقافة وخميسية التغيير وربوعية الفكر ولقاء الأحبة وديوانية النخبة...الخ.
فتلك مجموعة تتحاور هناك ، وهذه مجموعة تستمع لضيف، وأخرى تقدم عملاً تطوعياً وخدمة للمجتمع وشرائحة. بل تعدى ذلك إلى أنهم بدأو في عرض تجاربهم الناجحة. تأليف الكتب وكتابة المقالات والخواطر لم تصبح حكراً على الدكاترة والمثقفين فقط بل أصبح للشباب بصمة بدأت تتضح معالمها. فهذا شاب يفتح مدونة، و آخر يؤلف كتيب من خواطره، وثالث يدير منتدى، ورابع يشارك في جريدة الكترونية، وخامس يقدم برنامجاً شبابياً مميزاً...الخ
موجة ايجابية رائعة تشعرك أن وراء تلك الأجساد الشبابية
أرواح رائعة،
وعقول متقبلة،
وقلوب متشغفة لإثبات الذات
لتقول بصوت عال نحن هنا
..نحن الشباب..
ومع خضم هذا النشاط الشبابي المتسعر في استغلال الأوقات وإدارة الحياة لم أجد العدد الكافي من المؤسسات الحديثة ورجال الفكر تواكب هذا النشاط وتحتضنه وتوجه وتمده بيد العون من خبراتها وعلمها وثقافتها ومالها ودعمها فأشعر أحيانا أننا ، الشباب، بحاجة إلى خطة أكبر وأوسع ذات رؤية واضحة ومنظومة قيم محددة تعمل تحتها هذه المشاريع الشبابية المشتتة فلم تعد فكرة "استغلال أوقات الشباب" صالحة ولافكرة رفع شعار "حملة" هنا وهناك مفيدة على المدى البعيد على مافيها من خير
فالسؤال أين نريد أن نصل؟
وكيف؟
ومتى؟
وكيف من الممكن أن تصب وتستغل هذه المشاريع الشبابية الصغيرة في "قالب أكبر" يحقق نتيجة تسعد الجميع؟
فهل وقفوا مفكرينا ومثقفيننا معنا لنضع معالم الطريق. لانريد مزيد من المحاضرات والندوات نريد
"مشروع عام"
"وخطة شبابية تنموية موحدة"
"مؤسسة شبابية"
بأرواح الشباب ورجال الدين والفكر والنفس والتربية والادارة والاعلام فلا هذا يغرد هنا ولا ذاك يصدح هنا. نريد أن نصبح أعضاء تحتها لنخدم ديننا ووطننا ونرضي خالقنا وننصر أمتنا ووطننا ونعيد لهم جزء مما قدموه لنا طيلة هذه السنين فنحن قادرون بعون الله
قولوا لنا بالله عليكم
:
كيف تريدوننا أن نكون؟
وماهي المهارات التي نبدأ بتنميتها؟
ومن سيتكفل لنا بذلك؟
ماالذي تريدوننا أن نركز عليه؟
ماذا تحتاجون؟
مزيد من التوضيح...والعمل التكاملي المؤسسي
فأنا لي خطة وذاك له هدف وآخر له طموح فكيف نربط الأمور؟ وماهي السبل إلى ذلك؟
لا تنشدوا الوحدة الخارجية قبل أن تتحد عقولنا ومجهوداتنا في الداخل لنكون أقوى وأجمل.
فالشباب هم الطاقة التي سوف نراهن عليها، لكن يبقى السؤال : من سيديرها وبأي إطار فكري وكيف؟
مازلنا ننتظر الإجابة المبنية على أسس متكاملة الجوانب والأطراف...نريدها محددة بعيدة المدى وقابلة التطبيق ومقاسة وملهمة... لا مزيد من النصائح المختزلة
أختم مقالي
اللهم إني أسألك أن ترزقنا من العلم جواهره لا قشوره، اللهم أبرم لأمة محمد أمر رشد تنظم فيها منظومتهم القيمية وأولوياتهم الحياتية وترزقهم الحكمة والعمل وأشغلهم بحقائق الأمور ومحركات الحضارات وخذ بناصيتهم لمفاتيح النهضة بالعمل والإنتاج. اللهم رد إليك من خلقته في عجلة من أمره فأراد أن يكون قبل استحقاق الأمور ولا تشتت طاقات الشباب وأجمعها لهم في مشاريع ممنهجه ومؤسسة فلا تخبط ولا عشوائية، ولم شملنا بعلمائنا فنحبهم ويحبوننا كما نحن كذلك وأكثر وأن نكون سواعد نبني ونطور ونساهم لأمة ووطن خلاب
آمين

No comments:

Post a Comment