Wednesday 15 June 2011

لا تكون أسيراً في عالم منفتح


by هاني باحويرث on Thursday, 25 March 2010 at 08:54



يؤكد المتخصصون أن الإنسان بطبعه يميل إلى ما اعتاد عليه مع مرور الزمن ،في المقابل يكره ويبتعد عن التغيير لأنه يخرجه من منطقة الراحة الفكرية، السلوكية، و العاطفية التي اعتاد عليها. العيش طويلاً في هذه المنطقة يجعل الإنسان في روتين ممل وقاتل للقدرات والطاقات. وعلى الرغم أن الزمن يتقدم بهم إلى أنهم مازالوا في تلك المناطق مسترخين يشربون ما اعتادوا شربه، ويأكلون ما اعتادوه أكله، ويقرؤون لنفس الكاتب أو المجال، وأيضا لا يريدون الخروج من دائرة أصدقائهم المحدودين. لذا تجدهم أحاطوا أنفسهم بمجموعة من الأفكار والعادات والسلوكيات المتكررة التي ضيّقت واسع من الخبرات والتجارب والأفكار والمواهب.

الحياة جميلة ومليئة بالجديد والمثير لكل باحث ومكتشف، فهناك في المكان الذي لم تزره قد تجد مفتاح سعادتك، وفي ذاك الكتاب الذي لم تقرأه قد تجد إجابة لسؤالك (لا تنس أن ذاك الصديق الذي لم تخاطبه أو تصادقه قد يكون هو الشخص الذي تبحث عنه لتبدأ رحلة النجاح معه). هل تعلم أن ذاك الشارع الذي لم تقطعه قد يختصر عليك نصف ساعة من مشوارك اليومي.

لماذا يستمتع راكب الخيل بخيله ومضماره بينما أنا أمارس لعبة كرة القدم لعشرين أو ثلاثين سنة؟ ولماذا يغطس السابح ليرى عالم مثير من المخلوقات تحت أمواج البحار بينما أنا مازلت أجلس في نفس المقهى لأتناول كوباً من القهوة؟ هل هناك درساً لم أتعرف عليه في تسلق الجبال على حواف الصخور أو بين أعلام الجليد؟ كم من الأبواب لم أطرقها لأجد نفسي بين لعبة وحيدة و فكرة يتيمة وأصدقاء ينظرون للعالم بنفس منظاري، فاتحدت المناظير وأصبحنا لا نرى إلا ما اعتدنا النظر إليه.

هل تعرف أناسا من هذه النوعية التي أسرت نفسها بـالعد واحد اثنين ثلاث ذهاباً وإياباً بين الأفعال والأفكار والأنشطة المتكررة ورفضت الخروج منها إلى ما هو ابعد لأنها تشعر بالأمان والراحة والسكينة؟!
هل من الممكن أن نفكر سوياً في بعض الأفكار التي تساعدني وتساعدك وتساعده(ا) للخروج إلى عالم منفتح "إيجابا" ولو قليلاً من أسر منطقة الراحة التي لا تنمّي العضلات ولا تطور القدرات ولا تفتح الأفق لمتأمل يريد الانطلاق.

إليكم بعض الأفكار قد تكون مفيدة لمساعدة أولئك الذين اعتادوا المكوث في منطقة الراحة :
1- اقرأ شيئاً مختلفاً أو جديدا مرة كل شهر، إذا كنت من الذين اعتادوا القراءة في التاريخ ماذا لو قرأت في الإدارة. ولو كنت من الذين اعتادوا القراءة في الأدب ماذا لو قرأت في العلوم...الخ، ولكن راع أن يكون النصيب الأكبر لتخصصك ولا تفقد التركيز.

2- تناول وجبة الغذاء أو العشاء مع شخص من خارج دائرة أصدقائك آو أقربائك ،شخص لم تخرج معه أو تعرفت عليه من قبل لتتبادلوا الحوار والخواطر والأفكار.

3- سافر إلى بلد لم تزره في حياتك، تعرف على تاريخه وحضارته، واحتك بشعبه، وانفتح على طبائع وعادات في التواصل والمعيشة جديدة، بالإضافة أنك سوف تتعرف على نظام سياسي، اقتصادي، اجتماعي، وتعليمي مختلف لن تقدمه لك بطون الكتب ولا مذكرات التدريب لأن ليس من سمع كمن رأى وعاش وجرب.

4- اكتشف مواقع في النت لم تعتد الدخول عليها فإذا كنت من عشاق المنتديات الرياضية فاشترك في منتدى ثقافي وإذا كنت ممن يقضون وقتهم في الفيس بوك ماذا عن اليوتيوب...وهكذا.

ما تبحث عنه طويلاً قد يكون في مكان ما لم تطرقه بعد...فاجعل الحياة مليئة بالطرق على الأبواب المختلفة، والسياحة الكونية التي منحنا الله إياها لنعيشها بطاعته ورضاه، لنحقق ذواتنا ونخرج منطقة الراحة إلى العالم المنفتح الذي خلقه الله (لنا). وصدق الحكيم حيث قال جلّ في علاه " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"، العنكبوت/20. فهي دعوة للسير في الأرض والنظر لما يعود علينا بالنفع الدنيوي والاخروي

.

No comments:

Post a Comment